التربية الإيجابية

ابني يشتم كثيرا – كيف يمكنني التخلص من هذا السلوك الغير لائق؟

تعاقب الأمهات أطفالها يوميا على أي سلوك غير لائق ، سواء الشتائم، العنف مع أقرانهم، عدم إطاعة أوامر الوالدين وغيرها من تصرفات الأطفال الصغار. يحاول الآباء التغلب على هذه السلوكيات الخاطئة أحيانا بالضرب أو العقاب بالمنع وحتى التهديد أو التوبيخ.

تشير العديد من الأبحاث الاجتماعية إلى أن الأطفال الرضع الذين يكبرون في جو من المشاحنات العائلية، يتعلمون الشتائم أسرع 4 مرات من أقرانهم، الذين يعيشون في أجواء عائلية هادئة ومستقرة.

ترى ما هي الطرق الصحيحة للتعامل مع الطفل الذي يتصرف بعنف أو يشتم أو يقوم بأي سلوك غير لائق؟

ابني يشتم كثيرا - كيف يمكنني التخلص من هذا السلوك الغير لائق؟

شتائم طفل الروضة

الشتائم والسباب أشهر سلوك غير لائق يكتسبه في عمر الروضة والسن ما قبل الخمس سنوات.

الطفل في مرحلة الروضة يبدأ في ترديد ما يسمعه خارج البيت من شتائم، وتتفاجأ الأم بطفلها يردد شتائم قبيحة. والطفل يفعل ذلك تقليدا ولعبا بالألفاظ دون أن يدرك معنى هذه الألفاظ، إذا فماذا يمكن للأم أن تفعل في مثل هذه المواقف؟

مع ذهاب طفلي إلى الروضة، بدأ يتعلم بعض الشتائم، ويرددها في المنزل. وحاولت جاهدة أن أقول له: عيب، لا تقل ذلك، فأنا غضبانة منك. ولكن كل الطرق فشلت إلى أن وفقني الله تعالى لفكرة مقابلة السيئة بالحسنة.

نعم، لقد نجحت أخيرا، فكلما قال لي يا غبية، قلت له: يا ذكي، وإذا قال: يا حيوان، قلت له: يا إنسان يا جميل. وكلما قال: يا زبالة، قلت له: يا سكر. وبفضل الله بدأ طفلي يستبدل كلماته السيئة بكلماتي الجميلة وتوقف عن السباب.

تُعد الشتائم أو الألفاظ غير اللائقة إحدى السلوكيات التي يسهل على الطفل اكتسابها، فكل ما على طفلك في هذا السن هو الاستماع والترديد، وهي فطرة يفطر عليها ليتعلم الكلام والتواصل منذ الصغر.

هل الضرب هو الحل؟

تقول إحدى الأمهات: كنت حريصة على ألا يكسر أولادي شيئا في المنزل أو يتلفوه (السجاد، الأأواني والأكواب والجدران) وكنت أعتبر ذلك إستهتارا. 

ولكي أعلمهم قيمة الأشياء وكيف يحافظون عليها، كنت أضربهم إن كسروا أي شيء والغريب أنهم كانوا يزدادون إهمالا. وذات يوم قررت أن أستخدم معهم إسلوبا جديدا. فأسلوبي القديم لم يعد ينفع وليست له نتائج جيدة.

لقد قررت ألا أضربهم على شيء كسروه أو أتلفوه، وبدلا من ذلك كنت أقول: قدر الله وماشاء فعل، فداك حبيبي، إنتبهي يا نور عيني. وهكذا، وكانت المفاجأة أن أولادي أصبحوا أكثر حفاظا على الأشياء. لاحظت أن الضرب والتوبيخ يقلل من ثقتهم بأنفسهم فيكسرون أكثر.

وأخيرا وجدت أن كلمة “فداك يا حبيبي” كنزمن كنوز التربية.

إبتعدي عن الضرب والإيذاء الجسدي تمامًا، سواء في هذه الحالة أو في غيرها من الأخطاء التي يرتكبها طفلك، لأن الضرب يزيد الأمر سوءًا ولن يحل الأمور، فانت لن تسعدي إذا ما توقف طفلك عن الشتائم أمامك واستخدمها في غيابك. ولا تحاول تهديده بإبلاغ والده ليعاقبه وتفرحي بخوفه من ذلك، لأنه فيما يلي سيكره والده وتهتز صورتك أمام طفلك ولن ينتهي عن هذا السلوك الغير لائق.

  • إقرأ أيضا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد، من هنا

أفكار يطيعك بها الصغار

تريد من طفلك ترك أي سلوك غير لائق ؟ تتمنى أن يطيعك طفلك ويسمع كلامك؟

أن تأمر طفلك وتطلب منه فهذا حقك، لكن أن تجعل حياته كلها أوامر وتكليفات فأنت بهذه الطريقة ستخسر طاعته يوما ما. لأنه لابد وأن يتمرد عليك ذات يوم. ومن هذا المنطلق، سنقدم لكم فيما يلي أفكار ستساعدكم في تربية أبنائكم على الطاعة وتنفيذ الطلبات بحب.

  • عندما تطلب من طفلك أي شيء يفعله، جرب أسلوب المدح قبل أن يرفض طفلك تنفيذ الطلب (إمدح كثرة سماع طفلك للكلام وطاعته للأوامر ومساعدتك)
  • نصيحة ميني مامي تقوم بها، عندما بلغ إبني 3 سنوات، كنت لا أطلب منه شيئا إلا بعد أن أقوم بتقبيله وإحتضانه. لذلك فهو يسرع ويطيع أوامري دون تردد. وكبر الولد وترسخت تلك العادة بيننا، لدرجة أنني لو طلبت منه شيئا  ونسيت تقبيله، فإنه يتوقف ويقول لي أين مكافأتي؟ إنها حقا طريقة سحرية.
  • بدلا من صيغة الأمر: إستبدلها ب “لو فعلت كذا يكونجميلا، يا سلام لو أحضرت لي كوبا من الماء أكون شاكرة لك. بدلا من أن تقول لطفلك ضع الطبق في المطبخ، إستبدلها بقول ” المكان المناسب لوضع الطبق هو المطبخ “.

المراجع

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى